الهملايا.. بعيون كويتية: مغامرة كويتية.. «نارية»

«أحمد الجاسم»

أول كويتي يقوم برحلة نادرة من «جانديقار» إلى «كشمير» بدراجة نارية

الهملايا.. بعيون كويتية: مغامرة كويتية.. «نارية» 135339_o

الهملايا.. بعيون كويتية: مغامرة كويتية.. «نارية»

نجح احمد جاسم الجاسم في تسجيل اسمه كأول كويتي يتخطى رحلة التحدي عبر جبال الهملايا والتي قام من خلالها بقطع الف و400 كيلومتر بارتفاع 18 الفا و380 قدما من جانديقار بالهند وحتى كشمير من خلال دراجته النارية.

وكان حب المغامرة قاد الجاسم الى رفع اسم الكويت برحلته على على دراجته النارية في رحلة عبر جبال الهملايا التي وصل اليها رافعا راية التحدي وعاد منها حاملا ما يزيد عن الف صورة كانت حصيلة ما مر به من مناظر خلابة وجبال عالية وطرق وعرة تصور لاول مرة بعدسات كويتية لتوثق رحلته النادرة عبر متاهات الهملايا.

ولن يكتفي الجاسم بتلك الرحلة وانما سيجعلها منطلقا للعديد من الرحلات المتعددة الصعوبات ليشبع هواياته في حب المغامرة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتعرف على الثقافات المختلفة.

وقال الجاسم عن تجربته: ان من يبحث عن الاستجمام والراحة فمن المؤكد ان هذه الرحلة ليست مناسبة له فهي تقوم على التحدي والمغامرة في اجواء شاقة يقودك سحرها الى محاولة التقدم واكتشاف المزيد منه.

وعن سبب قيامه بالرحلة أشار الجاسم إلى أن عشقه للسياكل والطبيعة دفعه لمحاولة المزج بين الاستمتاع بكليهما وقد كان ينوي القيام برحلة مماثلة منذ فترة طويلة ولم تتح له الفرصة الى ان قابل بالصدفة احد القائمين على تنظيم هذا النوع من الرحلات في دبي ووجد الفرصة مناسبة للقيام بالرحلة التي تمنى القيام بها منذ سنوات، مشيرا إلى أنه كان قد سمع بجمال الطبيعة وقسوتها في تلك البقعة والتي تضم اعلى جبال العالم واراد الانضمام الى الكويتيين الذين قاموا بمغامرة الصعود الى جبال الهملايا ولكن بشكل مختلف واضافة جديدة ومختلفة عن غيري في هذا الجانب فانضممت الى رحلة تحدي المخاطر في الهملايا وهي اصعب من صعود الجبال على الاقدام لان طرقها غير مؤهلة للانطلاق بالسيكل والمطلوب منك اختراق ارتفاع الجبال والمرور بين الصخور بدراجتك النارية، فقد كانت الرحلة صعبة جدا غير انني احمد الله على تخطيها والعودة سالما – الا من بعض الاصابات الطفيفة - الى ارض الوطن لان الطرق غير المعبدة ولا المؤهلة بلغت مسافة 1400 كيلومتر بالسيكل فوق جبال الهملايا من جانديقار الى كشمير.

وعن صعوبات الرحلة قال: لقد بدات الرحلة من منطقة جانديقار بالهند في 25 من الشهر الماضي وكنت الكويتي الوحيد ضمن المجموعة القائمة بالرحلة والتي ضمت جنسيات متعددة وكان عددنا 9 افراد واستمرت الرحلة لمدة عشرة ايام وكنا نبدأ يومنا الشاق بالتحرك عند الفجر وحتى المغرب بالمرور عبر الجبال الوعرة ولقد عرضني ذلك للاصابة مرتين بالقدم والساق غير ان رغبتي في الوصول الى نهاية الرحلة وتسجيل اسمي كأول كويتي يقطع هذه المسافة على جبال الهملايا باستخدام السيكل جعلني اتحامل على اصابتي بمساعدة المسكنات حتى نهاية الرحلة.

وبين احمد الجاسم ان الصعود على جبال الهملايا بدأ من ألف قدم في بداية الرحلة واخذ في الزيادة التدريجية حتى الوصول 18380 قدما في نهاية الرحلة، مضيفا أن صعوبة السير في الطريق كانت تزيد كلما تقدمنا نحو محطة النهاية في كشمير، ففي البداية كان الطريق بعرض مترين ونصف ويستعمل للاتجاهين بحيث يمكن بسهولة لاي سيارة قادمة من الاتجاة المعاكس ان تحتل كامل عرض الطريق وكنا في صراع مع السيارات والشاحنات القادمة وقضينا اول يومين على هذا الطريق ومن ثم توجهنا الى طريق اخر اكثر خطورة حيث تقلص عرض الطريق وازداد ضيقا وكثرت منعطفاته العمياء والتي ترشد من يأتي وراءها وتنبه الى وجودك عن طريق صوت «الهرن» وهي طريقة خطرة فانت لا تعلم ان كانت هناك سيارة قادمة ام لا وان كانت فأنت تأمل ان يسمع السائق صوت البوق.

وكلما يمر الوقت يزداد الوضع سوءا فمن الطريق ذي المنعطفات العمياء الى طريق زلق مليء بالحفر والاجزاء المفقودة وتفاجئك فيه القرود من خلف الاشجار وهو ما يتطلب يقظة عالية في القيادة وتوقع حدوث اي عارض يمكن ان يطيح بك الى الوادي وفي نفس الوقت عليك ان تتغلب على صعوبات التنفس والتي تزداد كلما زاد صعودنا الى اعلى بسبب نقص الاوكسجين وزيادة نسبة البرودة مع زيادة نسبة الثلوج المحيطة والتي يصل ارتفاع الحائط الثلجي منها الى 6 أو7 أمتار في بعض المناطق وتذوب في مناطق اخرى مشكلة جداول مائية تعيق الحركة وتزيد صعوبتها، ولقد تعرض احد المغامرين الى كسور متفرقة وكانت اقرب مستشفى تبعد 250 كيلومترا عن موقعنا ولكن حظه كان جيدا بمرور إحدى السيارات بعد فترة من اصابته وتم نقله الى المستشفى عن طريقها.

وأضاف الجاسم أنه تعرف خلال الرحلة على اوجه عديدة لثقافات وحضارات متنوعة من خلال العديد من التجمعات البشرية المختلفة والتي صادفها خلال رحلته، مشيرا إلى أنه خلال مسافات متباعدة تجد ان هناك تجمعات بشرية صغيرة يحمل كل منها ثقافات مغايرة عن الاخرى وتغير المناظر الطبيعية من الجبال الى الخضرة والاشجار وجداول الماء الصغيرة.

وحول انطباعاته عن الرحلة قال: ان الرحلة لابد لمن يقوم بها ان يكون متيقظا وان يستخدم كل حواسه ومهاراته في قيادة الدراجة النارية وهي في النهاية تكسب المغامر الجرأة والاقدام والصبر على تحمل الصعوبات كاشفا عن استعداده وتحضيراته للقيام برحلة مماثلة ودخول تحد جديد من نوع اخر في امريكا الجنوبية وتحديدا بوليفيا.